باحثة فلسطينية: المرأة العربية الحلقة الضعيفة في دوامة الصراعات والحروب

باحثة فلسطينية: المرأة العربية الحلقة الضعيفة في دوامة الصراعات والحروب
معاناة النساء الفلسطينيات - أرشيف

أكدت الدكتورة نيفين عبد العال الباحثة الاقتصادية والسياسية الفلسطينية، أن المرأة العربية لا تزال الحلقة الأشد ضعفاً في دوامة الصراعات والحروب التي تضرب الشرق الأوسط، مشددة على أن النزاعات المسلحة تعمّق فجوة المساواة وتعيد المرأة خطوات إلى الوراء في مسيرة نضالها نحو العدالة والتمكين الاجتماعي.

أوضحت الباحثة عبد العال، خلال مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، اليوم الاثنين، أن التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين يسير ببطء شديد في العالم العربي، ووصفت هذا التقدم بأنه "بطيء وهش وتدريجي"، بل قابل للتراجع في ظل تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية.

ورأت أن المرأة لا تزال تُحارب على جبهات متعددة من أجل انتزاع حقوقها الأساسية، في حين تتعرض في المقابل إلى تمييز ممنهج مغلف بشعارات الحماية والرعاية التي تُستَخدم لتبرير استمرار هيمنة العقلية الذكورية وحرمانها من المشاركة الكاملة في الحياة العامة.

واعتبرت الباحثة أن المجتمعات العربية لم تنجح بعد في ترجمة الشعارات إلى سياسات فعلية، فالتشريعات، وإن بدت تقدمية في بعض الدول، تبقى عاجزة عن تغيير الواقع الاجتماعي الذي يقيد المرأة ويحصر دورها في الإطار العائلي فقط.

النزوح يضاعف المعاناة

شددت عبد العال على أن المرأة هي أول من يدفع ثمن النزاعات في المنطقة، إذ تتحمل العبء الأكبر في ظروف النزوح واللجوء وفقدان المعيل، سواء بسبب الاستشهاد أو الاعتقال أو الغياب القسري.

وبيّنت أن الحروب لا تدمّر البنى التحتية فقط، بل تُنهك البنية النفسية والاجتماعية للنساء اللاتي يجدن أنفسهن مجبرات على إعالة الأسر وتربية الأطفال وسط واقع اقتصادي منهار، دون دعم أو حماية من الدولة أو المجتمع.

وأضافت الباحثة أن المرأة في هذه الحالات تُحاصر بين مطرقة الذكورية وسندان الحاجة اليومية، لتصبح أسيرة واقع قاسٍ يجردها من أبسط حقوقها الإنسانية، ويحوّلها من ضحية للحرب إلى ضحية مستمرة في مرحلة ما بعدها.

أعباء صحية ونفسية

لفتت عبد العال إلى أن النساء في مناطق النزاع يعانين من أزمات صحية خطيرة نتيجة نقص الرعاية الطبية، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية والعناية أثناء الحمل والولادة.

وأشارت إلى أن غياب النظافة العامة داخل مخيمات النزوح، إلى جانب الضغط النفسي الناتج عن الخوف والتهجير وفقدان المأوى، يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية لدى النساء اللاتي يعشن في بيئة قاسية تفتقر للخصوصية والكرامة الإنسانية.

وبيّنت أن المخيمات، رغم كونها ملاذاً مؤقتاً، تتحول أحياناً إلى أماكن لإعادة إنتاج القهر والمعاناة، حيث تُفرض على النساء قيود جديدة تحت مبررات "الأمن" و"النظام"، في ظل غياب رقابة حقيقية من المنظمات الإنسانية.

ضعف المنظمات النسوية

أكدت الباحثة الفلسطينية أن المنظمات النسوية والحقوقية ما تزال محدودة التأثير في العالم العربي، رغم جهودها الحثيثة في دعم النساء المتضررات من النزاعات.

وأوضحت أن هذه المنظمات تواجه تهميشاً سياسياً وضغوطاً مالية وتنظيمية، تحد من قدرتها على توفير الحماية الفعلية للنساء أو التأثير في السياسات الحكومية.

ودعت عبد العال إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم مؤسسات المجتمع المدني النسوية، وتمكينها من القيام بدورها في الرصد والتوثيق والمناصرة، مشيرة إلى أن النهوض بالمرأة في مناطق الأزمات ليس ترفاً، بل شرط لبناء سلام حقيقي ومستدام.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية